كان من المقرر وصوله الى الكويت يوم الثامن من شهر رمضان المبارك (2011) الا ان الطبيب منعه من السفرلاسباب صحية.

اتصلت به للاطمئنان على صحته، وتمازحنا قبيل وفاته بساعة (ربما) وكان الاطمئنان، وبعد اكماله لزيارة عاشوراء قبيل الغروب، وتدهورت صحته وتوفي قبل الساعة التاسعة مساء في يوم الثلاثاء.

ذهب الى رحمة الله وبذمة الخلود وبجعبته جل أسرار الثورة الايرانية منذ أن وصل الامام الشيرازي قدس سره الى مدينة قم المقدسة، حيث كان برفقة الامام قدس سره حتى ان حكمت عليه محكمة رجال الدين الظالمة التي أمر بتاسيسها الشيخ المنتظري وندم على ذلك، وكان اول قاضي استلم المهمة فيها الشيخ آذري قمي، وكلاهما حوكما في نفس المحكمة بأحكام جائرة وذهبوا الى رحمة الله وفي جعبتهم كل ملفات المحكمة ليدافعوا عن عملهم الذي ربما كان باخلاص ولكن ….

رافقته والامام قدس سره في بعض الوقت، وعرفت بعض ما أخذه رحمه الله في جعبته الى ذمة الخلود..

واليوم أتأسف على فقدان (ربما) بعض هذه المعلومات المهمة التي كانت في جعبة المرحوم، ولايعرفها بتمام التفاصيل الانفر قليل، توفي المرحوم السيد علي الفالي، وذهب الى المنفى آخرون وبقي الشيخ رحمه الله يتفس(فقط) في منفاه باصبهان من دون ان يفتح الملفات وينقل التفاصيل التي رآها وسمعها.

نعم الانتخاب كان من قبل الامام قدس سره ، وبتأييد من السيد المرجع السيد صادق الشيرازي حفظه الله وباقتراح من السيد المجتبى حفظه الله، وكان سماعا(بالتشديد) ودقيقا في الفهم والاستيعاب، ولا ينطق الا القليل وعند لزوم الأمر.

لم يكن كاتبا ليكتب، ولامنطيقا ليتكلم في الاجتماعات مثلا، حتى لاصدقائه المهمين والمقربين اليه، ومن ميزاته انه كان كتوما

لقد بذل كثيرون ممن عرفوا موقعه ليسمعوا منه بعض التفاصيل التي شهدها والقضايا، حتى الفكرية، التي طرحت وناقشها الامام قدس سره مع أركان الثورة الايرانية منذ بداية الثورة حتى الحكم عليه بالنفي وأهله الى اصفهان التي كان لايذهب اليها الا لزيارة والديه في قرية آدريان، الا انهم فشلوا، لان الامام قدس سره كان قد اشترط عليه السكوت حتى الوفاة، اي وفات الامام قدس سره.

وبعد وفات الامام قدس سره ، صدرت الأوامر من السيد المرجع ايضا بعدم نقل تلك التفاصيل، وحتى التعرض اليها، الا القليل من القضايا الفكرية التي كان الامام قدس سره ينقلها بنفسه للكوادر وبعض أعضاء المكتب من الذين محصوا بالايمان واطمأن اليهم.

فكان الشيخ رحمه الله يكاد ان يتفجرمن الكتمان، ولعله كان يذهب الى البئر، اسوة بأمير المؤمنين عليه السلام، ويناجيه لما ورد في بعض النصوص. فكان يذهب الى الكويت للترويح عن النفس، لانه كان ممنوعا من البقاء في قم الا ايام ودفعات معدودة.

وكانت المحكمة تستدعيه وتستجوبه والاسئلة كثيرة.

ظلموه كثيرا وبأسم الدين، وآذوه واسرته، واتهموه بما لايرضي الله ورسوله والمؤمنون، فقط لمرافقته السيد الامام قدس سره ، وتم الاعتقال المشؤم والتعذيب النفسي له ولزوجته المؤمنة حتى مرضت والى يومنا هذا تحملت الصعاب وبقيت الى جانبه صامدة، فهنيئا لها هذا الأجر العظيم.

وكان الشيخ رحمه الله برفقة الامام قدس سره في لقاءاته مع أركان النظام الايراني وشخصياته بعد نجاح الثورة، في زياراتهم الى قم المقدسة، ورافقه الى جماران في آخرلقاء له قدس سره أبان الحرب العراقية الايرانية مع السيد الخميني، وسمع مقترحات السيد الامام قدس سره اليهم ومناقشاتهم للمقترحات، وكثير من الاسرار التي كانوا ينقلونا الى السيد الامام قدس سره.

وكان ايضا في القاءات التي تمت مع نواب البرلمان الايراني وتفاصيل القوانين قبل الموافقة عليها تحت قبة البرلمان، وأئمة الجمعة عند مجيئهم الى قم لعقد الندوات والمؤتمرات، حيث كان الامام قدس سره تربطه علاقة وصداقة مع ألاغلب منهم منذ أيام العراق، وبعد وصوله الى قم حيث زاره كل الشخصيات ليستفيدوا من أفكاره النيرة ومقترحاته التي استفادوا منها في جل الامور.

وكان الامام قدس سره اذا عرف ان شخصا مهما تربطه مع النظام صلة وقدم الى قم، يبادر الى زيارته، لأنه كان مهتما بنجاح الثورة التي قصمت ظهره واتباعه فيما بعد، ولم ترحم حتى ابنائها المولودين من رحمها امثال كروبي وموسوي و

الثورة تأكل أبناءها

كان الامام قدس سره يبذل جل جهده لكي ينفي هذه القاعده المعروفة سياسيا وثابتة على مر العصور وعقب كل الثورات في مختلف الدول، كان الامام قدس سره ينفي وجودها في الاسلام ومدرسة أهل البيت عليهم السلام، ويقترح الحلول لمحتلف مشاكل الثورة.

الحوادث التي حصلت مع المرحوم المقدس السيد شريعتمدار، والشيخ شبير الخاقاني وآخرون، وقف الامام قدس سره ضدها موقف الابطال واعطى الحلول، وطلب من السيد الكلبايكاني التوسط لدى من يتمكن من التدخل في الأمر، وفي كل هذه القضايا الساخنة كان الشيخ موجودا وفي أدق التفاصيل.

سقوط المحمرة، الاكاذيب السياسية التي كان ابوالحسن بني صدر يبيعها للسيد الخميني وقادة الثورة، تفاصيل الجبهات، الهجوم والتصدي، الخيانات من قبل شخصيات مهمة للنظام الايراني اثناء الحرب، وكان الامام يعطي الحلول السياسية والعسكرية، وكان الشيخ ممن يعين الامام قدس سره في مختلف المجالات.

في الزيارة المهمة للقاء الشيخ رفسنجاني والدكتور بهشتي في منزل الشيخ المشكيني (قبيل احدى أهم مؤتمرات أئمة الجمعة والجماعة التي انعقدت في قم) ومناقشة موضوع ولايت الفقيه.

في زيارة السيد احمد الخميني الى الامام قدس سره قبيل تعيين الشيخ المنتظري واعلان ولاية العهد ، وماطرحه سيد احمد نيابة عن والده ومحاولاته لاقناع السيد الامام قدس سره لتحمل المسؤولية ورفض الامام للولاية لان السيد الخميني كان رافضا مشاركة بقية مراجع التقليد في شؤون الدولة و…وكان الشيخ رحمه الله شاهد العصر.

نعم، ذهب الشيخ حسن الاصفهاني الى رحمة الله وفي جعبته أسرارالثورة ومشاكلها، والمرجعية والحلول المقترحة، فأصبح المؤتمن في ذمة الخلود. فانا لله وانا اليه راجعون.