جرى النقاش ذات يوم حول النصوص الموجودة في مقدمة قيام الحجة (عجل الله فرجه الشريف) وزمن حظوره، وساله أحدنا حول نص معروف مفاده ان في زمن الامام العقول تكتمل حتى ان المرء في الغرب يرى اخيه المؤمن في الشرق (والعكس ايضا صح)؟

فقال رحمه الله: في ظل نظام حر، والاسلام يدعو الى ذلك، تتفتح العقول وتبدع، لأن الله سبحانه وتعالى خلق ضوابط في الحياة وجعلها في اجواء الدنيا، فمن توصل الى فهم تلك الضوابط تمكن من الاستفادة منها، لاتفذون الا بسلطان.

ومارأيكم اذا تقدم العلم في عالم ينادي بالحرية (والكلام للامام) وتمكن أحدكم ان يكلم اخيه وهو في جانب آخر من الكرة الارضية، بل وأكثر من ذلك، ستكون أجهزة أو برامج تؤسس الى جو افتراضي بمثل عالمنا لكن بضوابط اخرى حيث تتدخل دول ومؤسسات من اقصى الكرة الارضية في دول ومؤسسات شرق اوسطية، وتتلاقى الأفكار وتتحاوروتتفق على أمور تؤثر على وضع المنطقة واستقرارها، وفي ذلك الوقت تتطاير رؤوس وكراسى وتتغير دول وانظمة كانت مبنية على الاستبداد والظلم، وهذا من أهم دلائل قرب زمن الظهور.

وفي ذلك الزمان لاتجد الانقلابات العسكرية المدعومة من الاستعمار، كما ولا تجد الثورات الحيقية الجماهيرية مثل ثورة ايران التي كانت مبنية على واقع جماهيري، انما تجد جهات أو افراد تمكنوا من استغلال العلم والتكنولوجيا لمصالح اقتصادية بواجهة سياسية في سبيل التغيير في واقع الحياة في دول  مليئة بالجهل من جهة والاستبداد من جهة اخرى.

وفي ذلك الزمان الحاكم مايشتريه الشعب بفلس واحد، وتراهم يبحثون عن ملجأ، ولاملجأ لهم، لأنهم ظلموا شعبهم وامتصوا دمائهم واستغلوا بساطتهم وسذاجتهم، وبعضهم حكم باسم الاسلام والاسلام منه ومن طريقته بريء، ولذلك ترى الامة الاسلامية كل يوم في شأن خاص.

والحكام العرب تراهم أذلاء بتصرفاتهم الشخصية وهتك أعراض المجتمع ونهب الثروات، والفساد الاداري بتسليطهم الجهلة وأصحاب المصالح والاقرباء على رقاب الامة الاسلامية وخذلانهم أمام دويلة صغيرة، أذلاء لأبتعادهم عن الاسلام و واقع المجتمع، وخذلانهم لكثرة المآخذ عليهم وفسادهم المالي والخلقي و

ثم امتلأت عيناه من الدمع وقال: الويل لأمة تركت مفاهيم دينها وسنة رسولها وانزلقت في هاوية الجهل الاعمى. اعتمدت الشعارات وانتشر فيهم المدايح وتركوا التفكر والتدبرفي أحكام الله، والتعقل في تدبيرشؤونها

وانحدرت اللئالئ وسمعته يقول: ياحجة ابن الحسن أدركنا، أدرك أمة جدك من مهالك اعدتها اعداء الاسلام ونحن لانستوعب ولانفهم، وكلنا على الأرائك متكؤون وفي فراش الجهل خالدون

ثم استقر وتكلم عن أمور اخرى لا داعي لذكرها.

واليوم، ترى ثورات شعبية دبرتها عقول الفيس بوك والتويتر وتدعمها وسائل الاعلام المأجورة، من دون ان نفهم ونعي، كيف ان الاعلام اتفق على شيء واحد في شرق الارض وغربها، مع انهم مختلفون في اتجاهاتهم ومصالحهم؟

نعم، انها في صالح الشعوب التي تبحث عن هواء طلق تتنفس فيه، ولصالح الدين في دول تعارض الوجود الديني، ولكن كل هذا في المدى القصير، فهل من خطوات بعد هذه الثورات؟

هذا ما كان الامام المصلح يتألم منه.

انظرمقال: لنا الثورات وللغرب السياسة والاقتصاد.