خلال فترة وجودي عند الامام الشيرازي الراحل (رحمه الله) رأيت الكثير من المواقف المشرفة والتي تبادل من خلالها الامام والمراهقون اعجابهم بالاخر.

فالامام (رحمه الله) كان معجب بالمراهق الشيعي لانه كان يرى في وجهه اشراق المستقبل، وكثيراما كان يسأله عن المستقبل، وعن ماذا يتوقع الاسلام والامام الحجة عجل الله فرجه الشريف منه، وكل حسب بلده ومنطقته.

فالكويتي كان يقول له: انت مستقبل الكويت، يجب ان تمارس الحرية بعقلانية وتتعلم كيف تلتقي مع اقرانك من المذاهب الاخرى، تحاوره وتستمع الى نقده، وقد يكون جارحا في بعض الاحيان.

فالكويت يستحق الكثير من الخير لانه من المصادر المهمة للخيروفي كل المجالات، ويستفيد من خيره الجميع (والكلام للامام رحمه الله) وعليك الاهتمام بالمستقبل لتكون انت ايضا من مصادر الخير لبلدك ومذهبك.

والمراهق ايضا كان معجبا بالامام (رحمه الله) لانه كان يرى بام عينيه ماكان يسمعه من والديه، كيف ان الامام مع كثرة مشاغله اليومية، كيف يستقبل الشباب وعلى الخصوص المراهق، وكيف يصرف له جل الوقت ليتفهمه ويتفهمونه.

واليوم يرى الامام بنفسه يكلمه في مختلف القضايا ويشاركه همومه وافراحه، ويعطيه من الوقت مالايعطي لوالده.

حتى ان بعض الآباء كان ينزعج من ابنه، كيف اتلفت وقت سماحة السيد (حسب تعبيره) بينما الشاب كان يطيرفي طبقات السماوات فرحا وابتهاجا لانه رأى، ولعله لاول مرة في حياته، ان مرجعا للتقليد يصغي اليه ويتناقش معه مختلف القضايا.

وكان (رحمه الله) يتأوه كثيرا من عدم اهتمام بعض شرائح المجتمع لمستقبل الشاب الشيعي الذي يجب ان يتحمل عبئ المسؤولية العظمى والعطاء الفكري لمستقبل مشرق.

فالكويت في تصور الامام (رحمه الله) تستحق هذه الطاقات اللامتناهية والعطاء الوافر، والشاب الشيعي الذي قد لايتذكركيف ان والده وقف أمام الهجوم الشرس عند اجتياح الكويت من قبل صدام المقبور، وكيف انه بذل جهده، بل وروحه في سبيل استقلال هذا البلد الطيب، وتحرير البلد من جرثومة العنف والجهل.

والشاب الشيعي الكويتي ايضا يستحق الحرية والممارسة الحقيقية للديمقراطية (وان كانت نسبية).

الا ان السيد الامام ربح المعترك بين جيل الماضي والجيل الناشيء، وبعد بذل الكثير من الجهد استقطف (رحمه الله) من هذه البراعم من هو اليوم متحمل كامل المسؤولية في البرلمان وغيره في الكويت، رافعا رأسه، مفتخرا بمذهبه الداعي الى الوسطية والاعتدال، تاركا وراءه الجهل والعصبية.

ويبقى المراهق الشيعي على هذا النهج، يتعلم الحرية والديمقراطية ويمارسهما كثقافة اسلامية، وباعتزاز، ليقول للعالم انا شيعي وافتخربمذهبي، وهو الوحيد من بين اتباع المذاهب الذي يدعوالى الوسطية والاعتدال في كافة المجالات، ويسمع على الدوام صوت قادته وأئمته(عليهم السلام) حيث قالوا: نحن النمرقة الوسطى.

محمد تقي باقر

الكويت 20\5\2011