نقل الشيخ مناقبي (خطيب مرموق في طهران) موقف مشرف من مواقف الامام المصلح رحمه الله حول الاهتمام بتحريرالكويت من جيش صدام المعتدي، وقال في حديث مفصل جمعني واياه في زيارة له في داره (عام 1993 م): عندما احتلت القوات العراقية الكويت صبيحة يوم عاشوراء عام كنت في الكويت، الى أن قال: وفي طهران طلب مني سفير الكويت (على ماأضن قال السفيرأوشخصية كويتية مرموقة) الذهاب برفقته الى المرجعيات الدينية في ايران والتي كان لها مشاريع مدعومة من قبل الشعب الكويتي، وذلك بأمر من أميرالكويت للتفقد وايصال بعض المساعدات لمشاريعهم المتضررة، الى أن قال: وبموعد مسبق دخلنا على السيد الشيرازي حفظه الله ورعاه، فلما استقر بنا المجلس وتذاكرنا أمر احتلال الكويت والمشاكل التي حصلت من جراء الاحتلال، كان الامام متفاعل مع القضية وكأنها قضيته الاساسية التي شغلت باله، وكان يعرف كثيرا من التفاصل التي ربما السفيركان لايعرف تمامها، وبعد فترة من الاجتماع وباشارة من معالي السفيرقلت للامام: تعرفون أن أمير الكويت مهتم بموضوع الكويت وشعبه وكذلك المشاريع التي تضررت من جراء الاحتلال، ونحن اليوم بمعيت معالي السفير جئنا اليكم، كما ذهبنا للمرجعيات الاخرى، لنقدم لكم هدية الأمير للمشاريع المتضررة، وتكلمنا حول الموضوع بالتفصيل. وكان الامام يستمع الينا بدقته المعتادة، ولما تم الحديث أخذ السفير بمتابعة الموضوع ومن ثم سلمه ضرف فيه شيك مصرفي (عرفت فيما بعد انه كان موقعا على بياض لكثرة المشاريع المتضررة) فأخذه الامام شاكرا و أرجعه الى السفيرالكويتي قائلا: الكويت بلد نعتز به ولكن اليوم هو بحاجة ماسة الى التحرير، والتحريربحاجة الى اسلحة وعتاد و….. وانا ارجو صرف هذا المبلغ لشراء ما يحتاجه التحرير من عتاد و… وتكلم سماحته عن تاريخ الحكومات الجائرة والتجاوزات وتفاصيل الانقلابات العسكرية وسبل تحرير الامم وذكر بعض الاساليب النافعة وكأنه قائد ميداني يتكلم عن خطط عسكرية لتحرير منطقة استراتيجية معينة. وكان الشيخ مناقبي معتزا بموقف الامام من القضية واسلوبه في رد الهدية وقال: خرجنا من منزله وعيوننا تبكي من فرحة اللقاء وطيب المعاشرة وأسلوبه اللطيف في رد الضرف، وفي الطريق الى طهران كان السفير يذكرني ببعض كلمات الامام ويقول: موقف مشرف غير ممكن ان أنساه، وكأنه كويتي يدافع عن وطنه ….. وبعد التحرير، وفي اول سفرة لي الى الكويت عام 2009 التقيت بشباب أمرهم الامام رحمه الله بالرجوع الى الكويت بعد هروبهم اثناء الهجوم الشرس وخوفا على عيالهم من الهتك، وما قدم لهم الامام من نصائح ومساعدات لأجل تحرير الكويت، وبعضهم قال: الامام استأجر لعوائلنا منزل يسكنوا فيه وطلب منا بتكليف شرعي أخلاقي الرجوع الى الكويت مع المخاطر الموجودة آنذاك والعمل لتحرير الكويت، وكان ذلك بفضل من الله ومنه

2011-02-15