في مؤتمر عقد في فندق هيلتون كينسينكتون في العاصمة البريطانية لندن حضره كثير من أفراد الجالية وآخرين قدموا اليها من مختلف الدول الاوروبية وامريكا وكندا، وتكلموا عن مستقبل دولة معينه واتخذوا بعض القرارات الارتجالية مساهمين في تغيير تلك الدولة على حد تعبيرهم.

وهنا تذكرت كلام المرحوم السيد رضا الصدر ذلك العالم النحرير قوله المستند الى شعر فارسي معناه، اجتمعوا ثلاثة ايام وأكلوا وشربوا وكانت القرارات المتخذه حبرعلى ورق.

لكن للامام رحمه الله كلام آخر.

كان الامام يعتقد بان مثل هذه المؤتمرات تنقذ الامم وأحيانا تساهم في اسقاط حكام تربعوا على العرش منذ عقد من الزمن، وكان يصرعليها وان كانت أغلبها في بادئ الامروفي تصوراتنا، فاشلة، ولم تكن الا أكل وشرب و…، على حد تعبير السيد الصدر، الا أنه كان يعتبرها المنقذه وكان يصرعلى عقدها في أغلب اجتماعاته مع الكادر الاداري ومن يزوره طالبا منه النصيحة.

وكان ممن حضرهذا المؤتمر في لندن شباب من الرجال والنساء تعرفوا على بعضهم البعض عن طريق الانترنيت والفيس بوك، من دون ان يرى احدهم الآخر، وفي صالة الفندف كان اللقاء وتعالي اصوات الفرح عند الجنس الآخر، وكان بعضهم قد التقى بالاخر من باب الصدفة في المترو والباص والطائرة وفي نفس اليوم من دون ان يعرفه وتكلم عن امور مختلفه معه وكان جالسا الى جنبه في الرحلة ومن دون معرفة.

ومثل هذا التعارف واللقاء لايمكن ان ينساه المرء، وقد تنفتح القريحة وتستمر اللقاءات وتثمر أحيانا وان طال الزمن.

وكنا آنذاك لانهتم بمثل هذا الطرح من السيد الامام رحمه الله، لاننا لانمتلك الاموال التي يمتلكها اليوم اصحاب الدعوات السياسية وكانت تلك الاموال هي السبب في انجاح المؤتمرمن جهة الحضور، ومن جهة النتائج ايضا.

اذ كانت الغرفة في هذا الفندق، كما سمعت من احداهن وهي تتكلم مع اخرى تمكنت من حجزغرفتها مع الحسم التي حصلت عليه من باب الصدفة ايضا، كل ليلة 195 باون مع نسبة 40 في الماية من الحسم.

فلنفرض ان المجتمعون 100 نفر، وثلاثة ليالي في الفندق، والطعام والشراب المتعارف على أقل التقادير 75000 باون، في الوقت الذي عجز بعض الأحبة ان يجمع خمسة وعشرون الف منه لمؤتمر توعوي هادف يقيمها كل عام بمناسبة مولد الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) في مولده الثالث عشر من شهر رجب الأصب.

فالصرف على مثل هذه المؤتمرات من قبل بعض الدول يجلب لها النتائج، ويتم التغيير وان طال الزمن، وشهدناه في واشنطن العاصمة الامريكية قبل سقوط الصنم العراقي، وكانت النتيجه سقوط الصنم.

وما نشاهده على الفيس بوك والتويتر في هذه الايام ايضا مؤتمرات تنعقد على الانترنيت وبنظام خاص، تطالب بالتجمعات الميدانية والاعتصامات وونتائجها السقوط في تونس ومصرومايتبعها في اليمن وليبيا

وأصبحت المؤتمرات التي كان يدعوا اليها الامام رحمه الله، ثقافة في بعض المجتمعات وعند بعض الامم ولها نتائجها كما ان المجالس الحسينية في مجتمعاتنا ثقافة ايضا ولكن لاحياة لمن تنادي.

فكان رحمه الله عند طرحه لهذه الفكرة الخلابة يعيش المستقبل، واصدقاؤه من جيل الماضي، ولاحول له من قوة ولاناصر.