قال احد المؤمنين، ممن عاصر السيد الامام الشيرازي رحمه الله: في لقاء جمعني والامام رحمه الله في وقت كانت الاراضي في منطقة بنيد القار باسعار زهيده، قال لي: ابو علي، ماعندك فلوس تشتري ارض في هذه المنطقة؟
وكانت القطعة ١٠٠٠ متر تباع بألف دينار.
قال: قلت له: ماعندي سيدي!
فقال: بع ماعندك واجمع شملك و اشتري ارض هنا….
وكان الحج ابو علي يتاسف ويقول: آنذاك كان بالامكان ان اجمع وضعي واشتري ارضا ولكن هيهات، ماسمعت كلامه واليوم الارض اغلى من الذهب في هذه المنطقة التي اصبحت تجارية بعد ان كانت غير مرغوب فيها حتى للسكن.
والكلام لأبي علي، كان السيد الامام يقرأ المستقبل، ونحن لانستوعب….
ثم ذكر الحج ابوعلي الكويتي، انه جاء شخص عراقي يزور ديوانية الامام رحمه الله في الكويت وسمع بوفاة الامام وتألم كثيرا وكان مماقال: في يوم من الايام قدمت الكويت وزرته فسألني: اين انت وماذا تعمل؟
قلت له: مقيم في بلد كذا الاوروبي وعلى حدود دولة كذا والمنطقة حدودية وهادئة…. فقال لي الامام رحمه الله: اشتري اراضي ماحولك ولكن على الشارع العام فان لها زمان تصبح أغلى من الذهب.
قال: انا رحت واشتريت بالتدريج من الاراضي حتى منّ الله عليّ وصرت الان من اغنياء المنطقة والاراضي ارتفعت والمنطقة مزدحمة بالسكان والاعمال التجارية تكاثرت هناك و…. فاتيت اخبره ليفرح، واذا …..
وكان رحمه الله يفرح عندما يسمع ان مواليا يتمتع بقدرة علمية او مادية او وجاهة او…
وبقيت افكر انافي السيد الامام رحمه الله كيف كان عالما ضاع بين …..
فرحمك الله سيدي، ظلمك العدو بعلمه والصديق بعدمه!
وهنا تذكرت السيد الامام وهو يقرأ هذه الاية المباركة: بسم الله الرحمن الرحيم، وانتم الأعلَون إن كنتم مؤمنين، صدق الله العلي العظيم.
١٦ ديسمبر ٢٠١٥