في بدايات الحرب العراقية الايرانية دعا الامام رحمه الله العراقيين المؤمنين الذين اجبروا على الانخراط في الجيش العراقي الفرار من الخدمة العسكرية اوالتسليم على الجبهات على اقل تقدير، وذلك للحفاظ عليهم من الهلاك في الحرب الشيعية الشيعية، اذ كان يتصورالامام ان الحرب ليس بين العراق وايران، انما هي خطة لضرب الشيعة وايقاع الفتنة بينهم وتحجيم المد الشيعي الذي أخذ بالانتشار رويدا رويدا، وكان اعتقاده بالموضوع ناتج عن تفاصيل لقاء جمع احد الشخصيات الشيعية في دولة الكويت وسفير بريطاني في زمن البهلوي الملك الايراني آنذاك ، وكان التاجر الشيعي متمكنا ومعروفا، وتربطه علاقات اقتصادية مع مختلف الدول ومنها بريطانيا، حيث جاء الى ديوانيته في الكويت سفير بريطاني، وكان مما ساله: هل بالامكان ان الشيعي يقتل شيعيا؟
وبالطبع كان الجواب بالنفي وانقطع الحديث حول الموضوع، وفي لقائه مع الامام وفي ضمن الحديث تطرق التاجر الكويتي الى السياسة وخبث البريطانيين، وذكر للامام الموضوع بتفاصيله الممل.
وكان اللقائين قبل انتصار الثورة الايرانية بسنوات، وكان الامام رحمه الله مسقرا في الكويت.
وفي السنة الاولى من الحرب قرر الامام وبعد مناقشات طويلة مع أصحاب الاختصاص، تأسيس (الجيش الاسلامي لتحرير العراق) للملمة الشباب والدفاع عن الوضع الشيعي وفي داخل العراق، الا انه انصدم بالقرار الايراني الذي فضل استخدام هذا الجيش الفتي للدفاع عن ايران كأرض، لا عن الشيعة كمعتقد، وبذل المسؤولون آنذاك جل طاقاتهم لتغيير المسار الفكري للجيش المزمع تشكيله، ولذلك قرر الامام الغاء الموضوع بعد جهد كثيروتفاصيل أحتفظ بذكرها خوفا على حياة الكوادر التي عملت ضمن المجموعة آنذاك، وكان قد التقى بعضهم بياسرعرفات في بيروت لتدريب هؤلاء و… وكانت خطة ذكية للاسقاط النظام العراقي من الداخل، وقد ابلغ الامام رحمه الله السيد الخميني ببعض تفاصيل الموضوع، وعندما رأى عدم تجاوب السيد الخميني واصراره على استمرارالحرب والنصر ميدانيا على صدام، وعدم رغبته في ايجاد الحلول المناسبة والانتصار الحقيقي وبأقصر مدة زمنية، قاطع الامام رحمه الله السيد الخميني والثورة الايرانية في قصة معروفة وفضل الجلوس في الدار والعمل بالتكليف الممكن. وللحديث تفاصيل.